- I -
هل
صحيح أن جسدنا أكثر شباباً بكثير مما نعتقد؟ وهل الرجل او المرأة اللذان بلغا
الخمسين والستين أو السبعين ، لا يتجاوز العمر للخلايا فيهما اكثر من 10 سنوات؟
- نفق الشباب الدائم في ميونيخ- غوغل |
كلا، نحن لا ننتحدث هنا عن المعنويات او الروحانيات،
بل عن حقائق علمية بدأت تتكشف الان رويداً
رويداً لترسم مايمكن أن يكون " خريطة طريق " جديدة لنمط حياتنا وأسلوب
عيشنا. حقائق تجعلنا ندرك أن المشاعر
والأفكار حول أعمارنا، لاتعكس حقيقة مايجري
داخل أجسادنا. لكن كيف؟
- II -
الجواب
قدمه مؤخراً البروفسور جوناس فريزن، الباحث البيولوجي في علم الخلايا الجذعية في
مؤسسة ستوكهولم، بعد سنوات طويلة من الدراسات توصّل في نهايتها إلى الخلاصات
الرئيسة الأتية:
1- متوسط
عمر كل الخلايا، عدا غشاء المخ، يترواح
بين 7 إلى 10 سنوات حين يكون العمر العام للانسان 60 عاماً. فجسم الأنسان في حالة
حركة وسيولة دائمين حيث تولد خلايا جديدة يومياً وتُلقى الخلايا القديمة في سلة المهملات(
الطحال) .
2- ثمة
تباين في الفترات الزمنية لميلاد الخلايا وموتها. وعلى سبيل المثال، خلايا المعدة لاتعيش أكثر من أيام
قليلة. وخلايا الكريات الحمر ينتهي أجلها بعد أن تسافر مسافة 1000 ميل في الدورة
الدموية. هذا في حين ان خلايا الهكيل العظمي برمتها تتجدد كل عشر سنوات لدى
البالغين.
3- حتى
الآونة الاخيرة، كان يعتقد أن الخلايا الوحيدة التي تبقى ثابتة من المهد إلى اللحد
هي خلايا غشاء المخ ( عدا مناطق الشم والذكريات القصيرة فيه) ، وعضلة القلب . لكن
الأبحاث الأخيرة اكتشفت وجود خلايا عصبية جديدة في الغشاء وعضلات القلب، وإن بوتائر نمو أقل سرعة بكثير من خلايا الأعضاء
الأخرى.
- III
-
الآن، وطالما أن جسمنا فتي ومتجدد لهذه الدرجة، لماذا نشعر إذاً بأننا مترهلون أو
بأننا نتقهرقر إلى الوراء حين نتجاوز
الأربعين؟
السبب سببان: الأول، أن خلايا الذاكرة
التي لاتتطور أو تتجدد، تجعلنا نعتقد خطأ بأن كل خلايا الجسم على شاكلتها. وهذا
ثبت الآن انه غير صحيح. والسبب الثاني ( وهو مشتق من الأول) أن هذا الأعتقاد
المخطىء نفسه، يولّد ممارسات حياة خاطئة، فيميل البالغون إلى التراخي العضوي
والسايكولوجي، ووقف النشاطات الرياضية، والأستسلام النفسي الخطر لفكرة التدهور
التدريجي للجسد.
والحصيلة؟
إنها واضحة: يجب العمل على إحداث إنقلاب في مفاهيمنا حول العمر
والحياة والصحة، وبالتالي في نمط عيشنا. فحين نتذكّر أن معظم خلايا أجسادنا فتية
ونقية لهذا الحد، تنبع فوراً قوة داخلية
جديدة فينا تدفعنا إلى الحيوية والحركة والنشاط.
ونحن هنا لا نتحدث فقط عن الحيوية
الفردية السايكولوجية فقط، بل أيضاً عن الحيوية الجماعية السياسية الضرورية لمكافحة
تصلّب شرايين بعض أنظمتنا السياسية الهرمة !
سعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق