-
I -
هل قررت إسرائيل فعلاً شن "هجوم وقائي" على
إيران؟
طبول الحرب في تل أبيب تكاد تصم الآذان، ومعها التصريحات
النارية للوزراء الإسرائيليين حول تفاصيل هذه الحرب، ومدّتها(حددوها بثلاثين
يوماً)، ومداها (ستشمل إلى إيران وإسرائيل، لبنان وغزة وربما سورية). كما معها
أيضاً توزيع الأقنعة الواقية من الغازات، والتدريبات على القصف الصاروخي، وإعادة
تشكيل قيادة الجبهة الداخلية.
) |
(خطة ضرب إيران (عن غوغل |
-
II-
لكن، إلى جانب هذه الطبول الجامحة، هناك تلك الأصوات
الخافتة في كل من تل أبيب وواشنطن التي تقول أن كل مايجري هو "بلف
ببلف"، وأن نتنياهو وأركان حربه لم يصلوا بعد إلى درجة الجنون التي تدفعهم
إلى زج الدولة اليهودية منفردة في حرب قد تفتح في وجهها أبواب جهنم إقليمية.
بعض قسمات هذه الجهنم طرحها باسهاب اليوم الكاتب في "نيويورك
تايمز" روجر كوهن كالتالي: أي ضربة إسرائيلية منفردة ضد إيران ستكون كارثية:
فهي ستوحِّد الإيرانيين، وتعزز الأسد المتهاوي، وتطلق النزعات الراديكالية في
العالم الإسلامي الذي يمر في مرحلة انتقالية دقيقة، وتشعل حزب الله على الحدود
اللبنانية، وتعزز حماس، وتفرض تهديدات على القوات الأميركية في المنطقة، وتؤجج
الإرهاب، وترفع أسعار النفط إلى عنان السماء، وتقوّض الاقتصاد العالمي الضعيف، وتتسبب
ربما في حرب إقليمية، وتُنقذ إيران من العقوبات الكاسحة، وتضيف روح الانتقام
الفارسية من اليهود إلى روح الانتقام العربية. وفوق كل كذلك، الضربة لن تؤخر
البرنامج النووي الإيراني سوى لبضع سنوات، هذا إذا لم تسرِّعه.
بالطبع، قادة إسرائيل يعرفون كل هذه المعطيات الكارثية،
لكنهم يحاججون، كما كانوا يفعلون طيلة السنوات العشرين الماضية، أنهم يعتبرون
إيران النووية تهديداً وجودياً للكيان اليهودي يوازي كل هذه المخاطر مجتمعة..
لكنهم يضيفون إليه الآن الفكرة بأنه الحل الدبلوماسي فشل، وأنه لم يعد هناك وقت
قبل امتلاك طهران للقنبلة.
والحصيلة؟
فلينطلق كل الطيارين الإسرائيليين إلى المقاتلات
والقاذفات، كما فعلوا من قبل حين قصفوا
بنجاح المفاعلين النووين العراقي والسوري.
هذا المنطق يعني، بكلمات أخرى، أن السايكولوجيا (وهي هنا
الخوف) أهم من الاستراتيجيا في العقل الإسرائيلي (وهي هنا حسابات الربح والخسارة).
وهذه السايكولوجيا هي التي تدفع إلى قرع طبول الحرب الآن.
-
III -
منطق مقنع؟
أجل، لكن ليس كثيرا. إذ مهما بلغ الجنون السايكولوجي
مبلغه في تل أبيب، فهو لن يصل إلى درجة الاعتقاد بامكانية النصر في حرب منفردة مع
إيران. وبالتالي، الأرجح أن القادة الإسرائيليين يستخدمون صليل السيوف الكثيف لأحد
أمرين:
إما لـ"عصر" الولايات المتحدة بالضغوط
اليهودية الأميركية والإسرائيلية، وهي في خضم معركتها الانتخابية التي تُشل فيها
سياستها الخارجية، بهدف نيل وعد رسمي ومحدد منها بضرب إيران بعد هذه الانتخابات.
(كوهن طلب في مقاله من كوهن "الصبر" لأن أوباما سيضرب إيران لاحقا)
أو بالعمل، إذا ما فشل هذا السيناريو، على جر أميركا إلى
الحرب بأن تقوم إسرائيل بضربة انفرادية، انطلاقاً من الرهان بأن من يريد أن يفوز
بالبيت الأبيض لايستطيع أن يفعل ذلك فيما إسرائيل تتخبط بدمائها على يد الأصوليين
الإسلاميين.
الأولوية بالطبع هي للخيار الأول. لكن، لكي يتعزز هذا
الخيار، يجب اللعب بشكل خطر على حافة الهاوية. وهنا مكمن الخطر.
إذ في أي لحظة، قد تنقلب تمثيلية البلف إلى حقيقة، خاصة
وأن "محور الممناعة" الإيراني- السوري لايرغب بأي شيء هذه الأيام أكثر
من فتح الجبهات مع إسرائيل.
ومن لايصدّق، فليستمع إلى تهديدات أيه الله خامنئي
والرئيس الأسد هذه الأيام.
سعد
It is sad to Nationals that their Life will be Lost, and at least we can get rid of Both Disease and Hezbollah return to its Lebanese roots
ردحذف