-
I -
السعودية لاتريد للإخوان المسلمين المصريين أن ينجحوا في
السلطة، لكنها لاتريدهم أيضاً أن يفشلوا.
والإخوان المصريون لا يريدون أن تحتفظ السعودية بنفوذها
الكامل على الإسلام السياسي، لكنهم لايجرأون على تحويل هذه الرغبة إلى وقائع أو
سياسة.
هذه قد تكون الصورة التقريبية للعلاقات المصرية-
السعودية عشية زيارة الرئيس محمد مرسي إلى السعودية، في أول إطلالة خارجية له.
الرئيس مرسي لدى وصوله إلى السعودية (انترنت)
أسباب هذه الصورة المعقّدة بين طرفي الإسلام السياسي
هذين معروفة: فالمملكة الوهابية عارضت بشدة الثورة الشعبية المصرية ضد حليفها
الموثوق حسني مبارك، ووصل بها الأمر إلى حد تهديد الولايات المتحدة بالحلول مكانها
في عملية تقديم المساعدات المالية الضخمة للقاهرة. ثم أنها مارست بعد ذلك ضغوطاً
دبلوماسية قوية على واشنطن، لحملها على عدم دفع الجيش المصري إلى الاستسلام لصوت
ميدان التحرير.
بيد أن "فزعة" المملكة لصالح مبارك لم تملها
فقط العلاقات المتينة معه، بل لخوفها أيضاً من أن يسفر وصول الإخوان المسلمين إلى
السلطة إلى ولادة عقد قران جديد بين الإسلام والديمقراطية، في وقت لاتزال فيه
الرياض تعاني وتتحسّب من صعود الإسلام الليبرالي العثماني الجديد في اسطنبول، وفي
إندونيسيا وماليزيا.
باختصار، تشعر المملكة بالخطر الإديولوجي يحيق بطبعتها
الخاصة من الإسلام (القائمة على طاعة "أولي الأمر") من كل جانب: من تونس
والمغرب (وليبيا الآن) إلى مصر وتركيا(وربما قريباً سورية والأردن)، وصولاً إلى البحرين
التي لاتزال ثورتها منخفضة الوتيرة مستعرة بلاتوقف.
-
II -
في المقابل، ربما كان الإخوان المسلمون المصريون يتمنون
لو أنهم قادرون على إشعال ثورة شعبية في السعودية، تستعيد بموجبها مصر دورها
الاستراتيجي كمركز أول للإسلام السياسي في الشرق الأوسط والعالم، كما كانت في عهد
حسن البنا. لكن التمنيات شيء والوقائع شيء آخر.
فالأخوان في السلطة في حاجة ماحقة إلى البترودولار
السعودي لمساعدتهم على تخطي الأزمات الاقتصادية- الاجتماعية الأسطورية في بلادهم.
إذ يعيش أكثر من نصف الـ85 مليون مصري تحت خط الفقر، الكثير منهم يعتاشون على
تحويلات 1،65 مليون عامل مصري في السعودية. كما يشكِّل عشرات الملايين جيشاً لجباً
من العاطلين عن العمل، الذين يمممون وجههم يومياً نحو منطقة الخليج بحثاً عن وظائف.
فضلاً عن ذلك، وفّرت السعودية خلال هذه السنة لمصر
الجائعة للسيولة 500 مليون دولار لدعم الموازنة، وقرضاً بقيمة مليار دولار على مدى
ثماني سنوات لإسناد احتياطي العملة الصعبة في مصر.
-
III -
ماذا تعني هذه المعطيات؟
إنها تعني، ببساطة، أنه سيكون على الطرف الإخواني المصري
العض على جرح طموحاته الإسلامية القيادية والتوضؤ بالماء الوهّابي، إذا ما أراد
الوصول إلى المحفظة السعودية. كما سيكون عليه مغازلة السلفييين المصريين على نحو
أكثر حرارة، لأرضاء داعميهم السعوديين.
وإذا مافعل، والأرجح أنه سيفعل، سيكون السعوديون قد
ضربوا عصفورين بحجر دولاري واحد: "اشتروا" الثورة المصرية في حلّتها
الإخوانية، من جهة، ودفعوا "نقداً" ثمن وقف الإخوان لمد الربيع العربي
إلى السعودية وبقية أنحاء منطقة الخليج، من جهة أخرى.
صفقة ناجحة؟
حتما. ولكن للسعوديين فقط. إذ سيجد الإخوان المصريون
أنفسهم الآن أمام المهمة صعبة، إن لم يكن المستحيلة، وهي أن يفسِّروا للمصريين
أسباب تنازلهم السريع عن الدور القيادي الإقليمي المصري، وأيضاً أن يبرروا
لقواعدهم التي لاتزال تنزل إلى ميدان التحرير وللقوى الإصلاحية والإسلامية الخليجية،
دوافع إدارة الظهر على هذا النحو الصارخ لثورات الربيع العربي.
لكن، هل كان أمام الرئيس مرسي والإخوان خيار آخر غير هذه
القفزة "الاستسلامية"، بعد أن وصلوا إلى السلطة مع كل ماتفرضه من وقائع
وموجبات؟. ألا تبيح الضرورات هنا (إقرأ الاقتصاد) المحظورات (إقرأ إدارة الظهر
للثورة والحرية)؟
أجل، ثمة خيار أخر. كان في وسعهم على الأقل عدم
الاستعجال على هذا النحو، وانتظار من قد يصرخ أولاً: الخائف السعودي أم القَلِق
المصري. كان في وسعهم أيضاً أن يعقدوا صفقة أفضل عبر الاستثمار في المستقبل
المغاير الآتي حتماً، لا في الحاضر الزائل حتما.
لكن يبدو، من أسف، أن البراغماتية الإخوانية الشهيرة
لاحدود لتطرفها الشديد. وهذه نزعة تتساوى في خطرها مع المثالية المتطرفة. فكلاهما يكلفان
أصحابهما الأثمان الباهظة.
هذه الأثمان قد لاتأتي اليوم، لكنها ستأتي حتماً غداً او
بعد غد.
سعد
__________________________________________________
With all the evidence that are allover the place. Do YOU think the Kingdom is an Islamic one, You must be Joking. They may believe the kept the Peace but for only one reason is to cap any thing can destruct the Safety of Israel and the their Masters the Masters Interest.
ردحذفهل لا زال رأيك على ماهو عليه بعد ثلاثة أشهر
ردحذفسعودي & مصري = ؟؟؟