-
I -
يُجمع الآن معظم المحللين الغربيين، كما
الشرقيين، على أن أبواب التاربخ أشرعت على مصراعيها أمام صراع من نوع جديد لاسابق
له بين الإسلام الليبرالي والديمقراطي وبين الإسلام التقليدي أو السلطوي.
كما ثمة إجماع آخر على أن محصلات هذا
الصراع ستحدد مصير الشرق الأوسط الأسلامي وعلاقته بالنظام العالمي (وامبراطورية العولمة)
من الآن وحتى عقود طويلة مقبلة. إنه (الصراع) أشبه بإعادة رسم خطوط المعركة التي
نشبت في القرن الثالث عشر بين الاسلام العقلاني الذي رسم معالمه إبن رشد والمعتزلة
والذي كان في أساس النهوض الهائل للحضارة والعلم في الحضارة الإسلامية، وبين
الاصوليين الانغلاقيين بزعامة الإمام الغزالي (تهافت الفلاسفة) وابن تيمية وصحبهما
الذين أغلقوا باب الاجتهاد وكلّسوا الفكر الإسلامي طيلة ثمانية قرون متصلة.
لكن، من هو هذا الإسلام الليبرالي؟
مامكوناته؟ وما فرص نجاحه هذه المرة؟
الاسلام الليبرالي كان، ولايزال، متجذرا في
التربة الشرقية الاسلامية. ونحن هنا لانتحدث فقط عن تجربة النهضة العربية في أواخر
القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، بل أيضا حتى عن
المراحل التي شهدت صعود الاسلام السياسي الاصولي المتطرف في اواخر القرن
العشرين.
فعلى
برغم أن جل الدراسات والمفاهيم في الغرب تتركز على الاسلام الراديكالي والحركات
الاصولية، الا ان الكثير من المسلمين يتبنون مبادىء يمكن وصفها بشكل عام بانها
"اسلام ليبرالي". وهذا الاخير يشير الى تفسيرات واجتهادات خاصة تتعلق
بقضايا مثل الديمقراطية، وفصل الدين عن التعقيدات السياسية، وحقوق المرأة، وحرية
الفكر، وتعزيز التقدم البشري. في كل قضية من هذه القضايا، ثمة اجماع بأن كلا من
المسلمين والايمان الديني يفيدون من الاصلاحات ومن وجود مجتمع متفتح. وهذه المواقف
تسير بشكل مواز مع الليبرالية في ثقافات اخرى، وكذلك مع الحركات الليبرالية في
العديد من الاديان الاخرى.
والارجح الآن بعد صعود الربيع العربي
برعاية غربية، ان تنمو هذه التوجهات لتصبح هي المهيمنة، وذلك بسبب جملة من العوامل
مثل الظروف الدولية والحداثة والتطور في المجتمعات الاسلامية. أي الاسباب نفسها
التي أدَّت الى بروز الليبرالية في الغرب.
- II -
الليبرالية في الاسلام والليبرالية في
الغرب يتقاسمان عوامل مشتركة، لكنهما ليسا الشيء نفسه. فكلاهما قد يدعم التعايش في
التعددية الدينية، على سبيل المثال، لكن كل بطريقته الخاصة.
وفي داخل الخطاب الاسلامي ، هناك ثلاثة
محاور يدعوها الباحث الاميركي أنطوني كوردسمان :
n
الشريعة الليبرالية.
n
شريعة الصمت
n
شريعة الاجتهاد
الشريعة الليبرالية تجادل بان القرآن
الكريم والسنة النبوية تحضّان على الممارسات الليبرالية. وعلى سبيل المثال، ينطلق
المفكر الاسلامي التركي علي بولا من الآية الكريمة "لكم دينكم ولي دين"،
وكذلك من "وثيقة المدينة" بين النبي محمد واليهود، ليقول ان الاسلام في
جوهره يعزز التعددية ضمن الوحدة. لا بل هو منارة التوجهات التعددية.
وينحو المفكر الماليزي تشاندرا مظفر
المنحى نفسه، فيستند الى آيات قرآنية عديدة ليخرج منها بحصيلة مهمة وهي ان الاسلام
يعادي كل انواع التمييز في العلاقات بين الاديان. وبالتالي أي ممارسات تمييزية
تعتبر لا أسلامية، . اذ لا يمكن ان يكون هناك تمييز يستد الى الدين في النظام
الاسلامي".
شريعة الصمت تقول ان التعايش ليس منصوصا
عليه في الشريعة، لكنه مسموح به. وهي تجادل بان الشريعة تصمت حيال بعض القضايا،
ليس لأن الوحي كان ناقصا بل لأنه ترك عن عمد بعض القضايا كي يختار بينها البشر.
وعلى سبيل المثال، يقول الاسلامي الهندي
همايون كبير ان السوابق التي حدثت في الفترات المبكرة للاسلام، لا تنطبق بشكل فوري
على الفترات الللاحقة. فالوضع تغيّر مع انتشار الامبراطورية الاسلامية السريع في
مناطق شاسعة من آسيا، والعديد من المشاكل
العملية برزت ، وتعين على الفكر الاسلامي ان يجد مكانا للرعايا غير المسلمين في
الدولة الاسلامية. وهذا ادى في الهند مثلا الى ادانة الاكراه في الدين والى احترام
كل الاديان الاخرى.
وبالمثل، يعتبر الاندونيسي عبد الرحمن
وحيد، رئيس اكبر منظمة اسلامية في العالم، الدستور الاندونيسي اكثر ملاءمة من دولة
اسلامية حصرية، لأنه يتوافق مع التعدد الثقافي في اندونيسيا المعاصرة. وهو كتب يقول
انه "ثمة حاجة لاتخاذ خطوات تقاوم تدهور العلاقات بين مختلف الاديان والمذاهب
في اندونيسيا، والخطوة الاولى نحو ذلك تكمن في الدفاع عن الحريات
الديمقراطية". فبادىء ذي بدء، يجب استعادة الاحترام المتبادل بين اصحاب مختلف
الانتماءات، استنادا الى المبادىء القانونية الاساسية المتعلقة بحرية التعبير (حتى
بالنسبة للاقليات الصغيرة جدا) ، وحكم القانون والمساواة امام الدستور.
وهكذا، فان النقطة الجوهرية الاولى في
الاسلام الليبرالي تشدد على ان الشريعة تتطلب الديمقراطية، فيما تقول شريعة الصمت
انها تسمح بها. ووفقا لهذا الرأي "الدين مقدس، لكن تفسيراته بشرية وتنتمي الى
هذا العالم" ، كما يقول الاسلامي
الايراني عبد الكريم سوروش، الذي يضيف :
"ان النص ليس حيزا منفصلا او
معزولا عن غيره ، وهو لايحمل معناه على كتفه، بل يحتاج الى ان يوضع في سياق.
والنصوص الدينية ليست استثناء هنا. ولذلك ، فتفسيرها يخضع للتوسع او التقلص وفقا
للافتراضات التي تسبقها او الاسئلة الى تثيرها. اننا ننظر الى الوحي في مرآة
التفسير، تماما كما ينظر العالم الى الخلق في مرآة الطبيعة. وهذا يمهد الطريق امام
الديمقراطية الدينية والتوحيد التجاوزي للاديان استنادا الى التعددية
الدينية".
ويستند المفكر الاسلامي الجنوب افريقي ،
فريد ايزاك، الى نص لعلي بن ابي طالب يقول فيه ان النصوص الدينية ليس لها لسان
وتحتاج الى تفسيرات والمفسرون هم البشر،
ليقول ان هذا كان في اساس التعددية في الاسلام.
وبالمثل، يقول المفكر المصري حسن حنفي
انه ليس هناك تفسير واحد للنص، بل تفسيرات عدة بسبب الاختلافات بين سائر المفسرين.
وبالتالي فان أي تفسير للنص هو بالضرورة تعددي، وكل تفسير يعبر عن التزامات المفسّر الاجتماعية – السياسية".
- III -
يلاحظ كوردسمان عن حق ان قلة من هؤلاء
المفكرين الذين اوردنا اقوالهم قرأوا اعمال بعضهم البعض. وهذا يدل على ان المواقف
الليبرالية تظهر بشكل مستقل في كل انحاء العالم الاسلامي. وهذا الظهور المتزامن
ناجم عن تحولات تاريخية خلال العقود الاخيرة.
من هذه التحولات انتشار التعليم العالي
الذي كسر احتكار المؤسسات الدينية التقليدية للدراسات الدينية. فملايين المسلمين
لهم الآن مداخل على النصوص والتعليقات من غير ان يكونوا رجال دين، مثل المهندسين
(السوري محمد شحرور والايراني مهدي بازركان) والفلاسفة (الجزائري – الفرنسي الراحل
محمد أركون، التونسي راشد الغنوشي) وعلماء اجتماع (مثل الايراني على شريعتي
والماليزي تشاندرا مظفر).
وقد اسفر انتشار الانترنت الى تمكين أي
كان من البحث بنفسه عن مصادر الشريعة والتدقيق بتفسيراتها المختلفة. هذا اضافة الى
الاستنارة بآراء مفكري الثقافات الاخرى.
وهكذا فان الاسلامي الاندونيسي نور
شوليش مجيد يدافع عن حرية الفكر وحرية التعبير ويعتبرهما اهم مدخل الى الحقيقة،
استنادا الى نصوص للنبي محمد وايضا للقاضي الاميركي اوليفر هولمس.
وقد برز التأثير الواضح للتكنولوجيا في
حفز التغيير في العالم الاسلامي، من خلال الضجة التي اثيرت عبر اثير الانترنت بعد
اعتقال نائب رئيس الوزراء الماليزي السابق أنور ابراهيم، الذي ترافق انتقاله من
الحركات الاسلامية الراديكالية الى الحركات الاسلامية الاصلاحية والليبرالية مع
اعتماده المتزايد على نصوص من وليام شيكسبير ومن رواد ثقافات اخرى. لقد بدأ
ابراهيم حياته السياسية في حركة دينية راديكالية جعلت الماليزيين من اصل صيني هدفا للعداء. لكنه في السنوات الاخيرة اصبح
داعية من دعاة التعايش الديني في كل من ماليزيا والعالم.
ويقول ابراهيم هنا : "ان تجربة
الاسلام المعاصر في جنوب شرق آسيا، لديها الكثير لتقوله ليس فقط للمسلمين في
المناطق الاخرى بل ايضا للعالم ككل. وهذا يعود الى الحقيقة بان المسلم الملتزم في
جنوب شرق آسيا يمارس دينه في اطار عالم تعددي حقا. وفي ماليزيا على وجه الخصوص لا
يغيب عن بال مسلم ابدا حقيقة وجود اديان اخرى واناس ينتمون الى هذه الاديان.
الفشل
هناك عامل آخر ساهم في صعود الاسلام
الليبرالي ، هو فشل الايديولوجيات البديلة. وعلى وجه الخصوص بدا ان هناك شعورا
متزايدا بان الانظمة الاسلامية لم تحقق وعودها. فالسودان وباكستان ، على سبيل
المثال، اثبتا انهما لا يقلان فسادا عن الانظمة الاخرى بعد ان ارتدت حكومتهما
الحلّة الاسلامية. كما ان حكم طالبان في افغانستان يثير رعب معظم المسلمين.
ولعل خيبة الامل الرقم واحد لدى
"الاصوليين" الاسلاميين كانت ايران. فالثورة الايرانية العام 1979 اثارت
كبار الآمال بين المسلمين في ماليزيا وافريقيا وفي كل انحاء العالم الاسلامي. وقد
كان يفترض ان تكون ايران منارة الحركات الاسلامية بوصفها اول محاولة منذ القرن
السابع لأقامة مجتمع اسلامي حقيقي. ولذا كان مؤلما لهؤلاء الناس ان يجدوا حلمهم
وقد تبدد هباء منثورا.
وثمة امثلة اخرى عن خيبات الامل
المؤلمة، وعن المحصلات الليبرالية التي تولدت منها.
خذوا مثلا نموذج عبد الكريم سوروش، وهو
الرجل الذي صفّق بحماسة للجمهورية الاسلامية في سنواتها الاولى وشارك في اعادة
التنظيم الثورية للجامعات في ايران التي تضمنت تصفية العديد من كبار الاساتذة تحت
شعار النقاء الديني.
لكن في اواسط الثمانينيات بدأ سوروش
يبتعد عن اللجان الثورية التي ساهم في تأسيسها، بعد ان بدأ يشعر ان الثورة لم تدشن
حقبة جديدة من العدالة والحق، فاطلق الحملات للمطالبة باعادة تفسير القانون
الاسلامي وللسماح بالحريات الاكاديمية والفكرية.
وهكذا انقلب سوروش في التسعينيات الى
واحد من اهم نقاد النظام استنادا الى خلفيات ليبرالية. وهكذا ايضا فان الثورة
الاسلامية في ايران لم تساهم (عن غير قصد بالطبع) في توليد الافكار الليبرالية وحسب،
بل هي تضرب حتى ذاكرة المثل الاسلامية.
حصار الليبرالية
مع أن هناك مسلمين يجدون قواسم مشتركة
مع الليبراليين الغربيين، الا ان الاسلام الليبرالي ليس بدون خصوم في الغرب كما
الشرق. فالبعض يدعي بان الاسلام الليبرالي "غير اصيل" ، او انه اختراع
غربي ولا يعكس التقاليد الاسلامية "الحقيقية".
وكما هو معروف، الحركات الاصولية تنمو
كالفطر عالميا طيلة ربع القرن المنصرم. وهذا لا يقتصر على الاسلام بل على كل
الاديان الاخرى كالهندوكية في الهند والقبلية في افريقيا التي ادت الى المذابح
الاخيرة.
واحدى المميزات الحاسمة لهذا الاهتمام
المتجدد بالاصولية هي الفكرة بان في وسع المرء الادعاء يان ثقافته مستقلة ومعزولة
ومتفوقة على الثقافات الاخرى ، كما ان لها حدودا واضحة.
ولأن الاسلام الليبرالي له اهتمامات
مشتركة مع الليبرالية الغربية، فان الاصوليين لا يعتبرون اجتهاداته
"اصيلة" او اسلامية. وبالطبع مثل هذه المعارضة تتجاهل التاريخ الطويل من
الاستعارات الثقافية والنفوذ الفكري الذي عبر الحدود في اتجاهين بين الاسلام
والغرب.
والحال ان ادانة الاسلام الليبرالي بانه
غير اصيل، تقود مباشرة الى رفض التسامح معه سواء كان على حق او باطل. وهكذا فان
الاسلامي البريطاني غاي ايتون يصف الاسلاميين الليبراليين بانهم "العم
طوم" ، وهو تعبير يستخدمه الاميركيون الافريقيون لوصف الشخص الاسود الخانع
امام البيض.
اضافة، الجهل الغربي يفرض تحديا آخر على
الاسلام الليبرالي. فلقرون عدة طوّر الغرب صورة نمطية عن الاسلام بوصفه
"الآخر" السيء والشرير. وقد تمت مطابقة الايمان الاسلامي مع التعصب ،
كما مع فولتير، والسلطة السياسية الاسلامية مع الاستبداد، كما مع تعبير
"الاستبداد الشرقي" الذي وضعه مونتسكيو، والتقاليد الاسلامية مع التخلف
والبدائية كما مع ارنست رينان الذي قال : "ان الاسلام هو النفي الكامل
لأوروبا. وهو مناف للعلم وقامع للمجتمع المدني. انه البساطة السامية الساذجة التي
تقيّد العقل وتُطبق على كل الافكار الرقيقة وكل البحث العقلاني."
وبالطبع يتعين على الغرب وضع هذا التحيز
جانبا الآن بعد ثورات الربيع العربي، كما يجب ان يفهم بشكل افضل الفروقات داخل
الحركات الاسلامية .
ابرز مثال على هذه الفروقات هو التاريخ
الحديث للجزائر، حيث كانت جبهة الخلاص الاسلامي منقسمة الى اجنحة راديكالية
وليبرالية. وخلال انتخابات 1991 و1992 كانت اليد العليا للتيار الليبرالي. وقد
ادلى زعيمه عباس مدني بسلسلة تصريحات هدفها تبديد مخاوف الجزائريين والغربيين من
نوايا جبهة الخلاص، مثل قوله ان
"التعددية هي ضمانة الثروة الثقافية والتنوع ضروري للتطور. اننا مسلمون لكننا
ليس الاسلام نفسه. اننا لا نحتكر الدين. والديمقراطية كما نفهمها تعني التعددية
وخق الاختيار والحرية."
لقد فازت جبهة الخلاص ب81 بالمائة من
الاصوات في الجولة الاولى من عمليات الاقتراع واوشكت على الوصول الى السلطة حين
قام الجيش الجزائري بدعم من فرنسا والولايات المتحدة بحظر جبهة الخلاص واعتقال
زعمائها.
والحصيلة كانت تهاوي مواقع الليبراليين
داخل الحركة الاسلامية بسبب تمسكهم بقواعد الديموقراطية، وسيطرة الجناح الراديكالي
الذي عمد حتى الى تصفية النشطين الاسلاميين الليبراليين الذين اعترضوا على
الارهاب.
لقد كان عجز الغرب عن الايمان ان ثمة
شيئا اسمه الاسلام الليبرالي كارثة محققة.
فهل يستمر هذا العجز الان ليقود الى
كارثة أخرى ، ناسفا بذلك كل الورود الليبرالية التي تتفتح الان في الشرق الاسلامي؟.
لايبدو أن الأمر كذلك. فالزواج غير
المقدس الذي أبرم قبل نيف وسبعين سنة على ظهر بارجة عسكرية أميركية بين الرئيس
روزفلت والملك عبد العزيز، تهاوى مع تداعي برجي التجارة العالمبة في نيويورك.
ومايجري الآن في المنطقة العربية هو نواة تحالف من نوع جديد بين الغرب وبين
الإسلام في حلّته الليبرالية الجديدة المتمثلة بقبول العديد من الحركات الإسلامية
مباديء وشروط الليبرالية الديمقراطية.
ومع أن مستقبل مثل هذا التحالف سيكون
رهناً بمدى قدرة الإسلام السياسي على مواصلة التأقلم مع القواعد الديمقراطية، إلا
أن صعود الإسلام الليبرالي بدأ وهو سيعيد تصحيح خطيئة ارتكبت قبل 800 عام على يد
التطرف الانغلاقي، وأدّت إلى تحويل الحضارة الإسلامية من صانع للحداثة والحضارة
إلى رجلهما المريض والمتخثر. إنه التاريخ العقلاني وهو يشحذ سيف الانتقام.
صفِّقوا للإسلام الليبرالي الصاعد.
سعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق